الفريق المكلف بتقييم وحصر الأضرار يباشر مهام المرحلة المرحلة الثانية من عمليات المسح الميداني (شحات – سوسة)

استكمالاً لأعمال تقييم وحصر الأضرار بالمواقع والمزارات ومرافق الخدمات السياحية، الناجمة عن التقلبات الجوية التي شهدتها منطقة الجبل الأخضر خلال المدة الماضية، قام الفريق المكلف من مركز المعلومات والتوثيق السياحي ووزارة السياحة والصناعات التقليدية، وديوان المنطقة الشرقية، بزيارة إلى مدينتي شحات وسوسة، وتفقد مرافق الخدمات السياحية وبعض المواقع والمزارات السياحية بالمدينتين.

وشمل برنامج العمل الاطلاع على مرافق الخدمات السياحية، بمافي ذلك بعض المنتجعات والمصايف والاستراحات، وموقعي شحات وسوسة الأثريين، ومدينة سوسة القديمة.

كما أجرى الفريق لقاءات مع خبراء الآثار ومراقب آثار شحات، حول أبرز المستجدات بموقع شحات الأثري، والناجمة عن تدفق السيول دخل الموقع، حيث قال الدكتور أحمد عيسى أستاذ إدارة وحماية التراث الليبي وعضو اتحاد بلديات التراث العالمي الليبية الخمس إن موقع شحات الأثري لم يتعرض لأضرار كبيرة نتيجة الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، واقتصر الضرر على انهيار بعض الجدران الصغيرة، وتكدس الحجارة بموقع منطقة (أكوا أغسطس)، التي أدت إلى صعوبة الحركة على مسار الجولات الرابط بين منطقة الفورم أعلى المدينة والمنطقة المقدسة أسفل الموقع، واختلاط مياه الصرف الصحي المتدفقة من قناة التصريف بوادي بلغدير بمياه نبع أبولو، موضحًا أن الفريق الفني بمراقبة آثار شحات، قام بإصلاح الخلل الحاصل في نبع أبولو، واستعادت المياه نقاءها المعهود.

وأضاف عيسى أن تدفق المياه داخل الموقع أدى إلى انجرافات وحفر أخاديد بالأرض، أسفرت عن ظهور معطيات جديدة، تعزز قيمة الموقع العالمي وفق المعايير التي أدرج وفقها الموقع في قائمة (اليونيسكو)، من بينها بروز قنوات تصريف مياه الأمطار، تعود للحقبة الإغريقية، إلى جانب أساسات رخامية لمعلم مجهول يتطلب مزيد من الدراسات والبحث.

وحول إعادة افتتاح الموقع أمام الجمهور مجددًا أوضح مراقب آثار شحات السيد عادل بوفجرة أن فرق العمل بالمراقبة، تعكف على دراسة الوضع الجديد، وفتح المسارات، وحفر قنوات لتصريف المياه، وتهيئة الموقع قبل الإعلان عن فتح باب الزيارات مجددًا، مشيرًا إلى سرعة استجابة مراقبة آثار شحات لإنقاذ موقع نبع أبولو ومعالجة مشكلة المياه السوداء بشكل مستعجل، والعمل على وضع خطط لإخضاع المواقع المكتشفة لمزيد من الدراسات، وتعزيز قيمة الموقع العالمية، مع ظهور قنوات تصريف المياه القديمة، وتؤكد تفاعل الإنسان مع البيئة والمحيط.

وعلى جانب آخر توجه الفريق المكلف إلى مدينة سوسة الواقعة شمال مدينة شحات، والتي اجتاحتها مياه السيول والفيضانات، للكشف عن حجم الإضرار بالمواقع ومرافق الخدمات السياحية، رفقة المرشد والخبير السياحي السيد أدهم فضل الله، بداية من مصيف سوسة السياحي، الذي غمر الطمي عدد من الشاليهات داخله وتدمير جزء من السور، وتم معالجة الأضرار، وإعادة افتتاحه لاستقبال الزوار، وفق المسؤول عن إدارة المصيف.

وقام الفريق بزيارة مبنى كلية السياحة والآثار سوسة، والمقبرة الإيطالية ومدينة سوسة القديمة، والاطلاع على الضرر الذي لحق بالمواقع، نتيجة تدفق الطمي، كما تمت زيارة موقع سوسة الأثري، الذي لم يتعرض لأي أضرار.

وأظهرت الزيارات الميدانية أن أغلب مرافق الخدمات السياحية بمدينتي سوسة وشحات، لم تتعرض لأضرار، وأغلبها أعاد فتح باب استقبال الزوار والنزلاء.